الإقصاء من مصر ليس نهاية العالم وعلينا التفكير في المونديال

لو أخبرنا شخصا في الشارع بأن المنتخب الجزائري خسر برباعية نظيفة أمام المنتخب المصري فلن يصدق ذلك، وهذا يعني أننا لا نهزم أبدا أو من المستحيل أن تدخل شباكنا أربعة أهداف، ففي كرة القدم كل شيء فيها وارد، ولكن المشكلة في كيفية خسارتنا، فالمنتخب المصري قوي ولكنه ليس أفضل منا وأعتقد بأنه لو لم يطرد أي لاعب من جهتنا لكان هناك حديث آخر.

بلا، لقد كان طرد رفيق حليش في البداية هو منعرج اللقاء وأعتقد بأنه لا يستحق ذلك لأنه لم يرتكب أي خطأ يستحق عليه البطاقة الصفراء الأولى، وعلى الرغم من النقص العددي وقفنا الند للند مع المصريين في المرحلة الثانية، وعندما حاولنا العودة في النتيجة قام الحكم بطردي مباشرة بالبطاقة الحمراء وبعدها لم يتمكن زملائي لا من العودة في النتيجة ولا تسجيل هدف واحد على الأقل.

هو فعلا كذلك، لأن الحكم كان بعيدا عن المستوى وأخرجنا من اللقاء كلية بقراراته الخاطئة، فقد حطم معنوياتنا منذ بداية اللقاء بطرد حليش ثم طردي في الشوط الثاني ثم اختتم الأمر بشاوشي، وهذا لا يقلل من قيمة المنتخب المصري القوي والذي عرف يستغل النقص العددي وتفوق علينا في آخر المطاف.

بطبيعة الحال فهزيمة أي فريق برباعية كاملة في لقاء نصف نهائي كأس إفريقيا قاسية للغاية، ولكنها جاءت بمساعدة الحكم وأعتقد بأنه كان على المصريين الفوز بأكثر من أربعة أهداف لأننا لم نكن فوق أرضية الميدان فالحكم أخرجنا كلية من اللقاء، ولو لم يطرد منا أي لاعب لعدلنا النتيجة وفزنا على المصريين، ولكن ليس لدينا ما نفعله الآن سوى التفكير في المستقبل، وليس لدينا شيئا نخجل منه لأن العالم كله تابع اللقاء وشاهد سوء التحكيم.

كأس إفريقيا لم تنته بعد بالنسبة لنا فالمباراة الترتيبية التي تنتظرنا أمام منتخب نيجيريا بملعب بانغيلا علينا الفوز بها لاحتلال المركز الثالث، ومن واجبنا أن نخوض هذه المواجهة بكل قوة، تمنيت لو لم أعاقب لأشارك فيها لأنني أريد لعب أكبر عدد من المواجهات مع زملائي، ولكن لا بأس قدري أن ألعب خمس مواجهات فقط في كأس إفريقيا.

بإضافة مواجهة منتخب نيجيريا يعني أننا لعبنا ست مباريات قبل كأس العالم، وأرى بأنها كافية لخلق المزيد من الانسجام بيننا كلاعبين، خاصة فوق أرضية الميدان، وهذا من دون الاعتماد على تواريخ »الفيفا« التي ستمنحنا الفرصة للعب مباراة ودية واحدة في 3 مارس المقبل، وهذا غير كاف لفريق يحضر لكأس العالم، وأرى بأن »الكان« أحسن تحضير لنا للعب المونديال.

أنا فخور جدا بالجمهور الجزائري وخاصة الذي تنقل إلى غاية بانغيلا من أجل مساندتنا، وتأسفت لهم لأنهم قطعوا مسافة كبيرة ولم نتمكن من إسعادهم بسبب سوء التحكيم، وعلى كل حال أنصارنا على علم بأننا قدمنا وسنقدم أفضل ما لدنيا لإرضائهم، ولكن في بعض الأحيان تخرج الأمور عن نطاقنا مثل ما حدث ضد مصر، حيث لعبت أخطاء التحكيم دورا كبيرا في إقصائنا وعلى كل حال فإن ذلك ليس نهاية العالم فعلينا أن نطوي الصفحة بسرعة ونفتح صفحة المونديال.