ليس من شك في أن النساء شقائق الرجال ، وعلى كواهلهن تبني الأجيال وتقوم المجتمعات ، والإسلام أول من نادى بتحرير المرأة من الظلم والطغيان وأقامها إلى جانب الرجل معززة مكرمة ، موفورة الكرامة، وامتن
على الإنسان بأن خلق له من جنسه شريكة الحياة ، وتبادله الحب والعطف ، وتدفع عنه قسوة العيش ومرارة العذاب ، فقال عزوجل { ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها ، وجعل بينكم مودة ورحمة }.... ولكن المرأة التي خلقت لتكون " جنة " قد تكون " جحيم " والمرأة التي هي السبب الأول في نعيم الرجل قد تكون سببا في شقائه .. وذلك بسبب طغيانها وتمردها ، فهي نور وظلام ، وجنة وجحيم ، وسعادة وعذاب ، فهي تستطيع أن تجعل حياة الرجل سعادة أو شقاوة وتستطيع أن تذيقه طعم النعيم أو طعم الجحيم ....! وقد وجه الرسول الكريم النساء التوجيه النبوي الرشيد والذي يصل إلى أعماق القلب ، والذي يصل إلى جوانب النفس ويسير في أعماقها ، الذي يعالج مشاكلهن التي تقع فيها كثيرات من النساء وكأنه فطرة أو طبيعة ، ويخاطب فيهن العاطفة الرقيقة التي ستحرك فيهن جذوة الإيمان ... أخرج البخاري في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج في يوم فطر أو أضحى فمر على النساء فوعظهن وذكرهن ، وكان من ضمن توجيهه الرشيد لهن أن قال : " يامعشر النساء تصدقن وأكثرن من الإستغفار فإني رأيتكن أكثر أهل النار " ... وبهذه الكلمات القلائل تحركت نفوسهن نحو الخير وأشفقن من عذاب الله الذي أخبرهن به الصادق المصدوق عليه الصلاة والسلام .. فقالت امرأة منهن جريئة ذات رأي وحصانة ، وذات منطق وإدراك ، ومالنا يارسول الله أكثر أهل النار ؟ وهو سؤال تبدو عليه علائم الحذر والإشفاق ، وليس سؤال تعنت أو اعتراض ، إنه سؤال المتفهم البصير ، الذي يريد أن يعرف الحق ليتبعه ، ويسير على ضوئه ليستنير له الطريق ، وهنا وضح لها الرسول عليه الصلاة والسلام سبب شقاء النساء وسبب هذا البلاء وهو ( دخول النار ) وهو سبب منطقي معقول حيث قال " تكثرن اللعن وتكفرن العشير " .... أفليست هذه طبيعة النساء بوجه عام ؟ أو ليس هذه حقيقة عند كل امرأة حتى عند الصالحات منهن ؟ وهي جحود لنعمة الزوج ، وإنكار لإحسانه ، وإكثار من اللعن والشتائم حتى على أولادهن .. وكل ذلك من تلاعب العاطفة بهن ، وتأثرهن بحكم تغلب العاطفة . حتى أن بعضهن إذا أحسن إليها زوجها طويلا ثم رأت منه شي لأنكرت أنه فعل لها أي خير .... ثم يمضي عليه الصلاة والسلام في بيان حقيقة واقعية وهي : أن هذه المرأة الضعيفة مع ضعفها وعجزها ، وعدم استطاعتها للوصول إلى منزلة الرجل من حيث القوى الجسمانية والعقلية ، مع ذلك فإنها توقعه في شباكها وتتغلب عليه بدهائها ، فهي أقوى من الرجل في ميدان الدهاء والتأثير ، " وما رأيت من ناقصات عقل ودين أغلب لذي لب منكن " والمقصود بذي اللب هو الرجل العاقل الحازم ، فهن استطعن أن يتغلبن عليه وهي حقيقة ملموسة وعلى مر الأجيال فمن الذي زج بيوسف الصديق في السجن غير مكر النساء ... وهنا نقطة هامة ينبغي التنبيه لها وهي أن المرأة ليست بنصف عقل الرجل كما يدعي بعض أعداء الإسلام وينسبون ذلك إلى الرسول الكريم وحاشاه ، فالرسول الكريم لم يقل المرأة بنصف عقل ، وإنما قال " ناقصات عقل ودين " والنقص هنا أمر نسبي وهو إنما جاء بسبب تغلب العاطفة على المرأة فهي عاطفية بالدرجة الأولى . وأيضا بسبب الظروف التي تمر على المرأة في بعض الأيام ومعظم الأوقات التي لاتستطيع أن تؤدي فيها المرأة بعض العبادات ، وهذه من حكمة الله سبحانه وتعالى والتي فطرهاعلى النساء . وكذلك الرجل يتغلب عقله على عاطفته ، والمرأة تتغلب عاطفتها على عقلها ، وهذه أيضا من حكمة الله عزوجل فلولا العاطفة القوية عند النساء لما عاش طفل ولا تربى وليد ، وتربية الأطفال تحتاج إلى عاطفة قوية لا إلى فلسفة عقلية . حفظكم الله وباركم فيكم وسدد خطاكم وجعل الجنة مثواكم .