بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَـنِ الرَّحِيمِ
السَّلامُ عَليكُم وَرَحمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ
ما معنى قول الرسول صلى الله عليه وسلم: « لا ضرر ولا ضرار » ؟
نهى النبي صلى الله عليه وسلم المكلف أن يضر نفسه أو يضر غيره
ففيه دلالة على منع الإنسان من التعدي على نفسه أو غيره
وهذا الحديث وإن كان فيه مقال إلا أنه جاء من طرق يقوي بعضها بعضا، وله شواهد فينهض إلى
درجة الحسن لغيره، ويصلح للاستدلال به.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
****
قوله: { لا ضرر } أي:
أن الضرر منفي شرعاً
{ ولا ضرار }
أي: مضاره والفرق بينهما أن الضرر يحصل بلا قصد، والضرار يحصل بقصد فنفى النبي الأمرين،
والضرار أشد من الضرر؛ لأن الضرار يحصل قصداً كما قلنا.
مثال ذلك:
لو إنساناً له جار وهذا الجار يسقي شجرته فيتسرب الماء من الشجرة إلى بيت الجار لكن بلا قصد،
وربما لم يعلم به فالواجب أن يزال هذا الضرر إذا علم به حتى لو قال صاحب الشجرة:
أنا ما أقصد المضارة
نقول له: وإن لم تقصد؛ لأن الضرر منفي شرعاً
أما الضرار فإن الجار يتعمد الإضرار بجاره فيتسرب الماء إلى بيته وما أشبه ذلك، وكل هذا منفي
شرعاً وقد أخذ العلماء من هذا الحديث مسائل كثيرة في باب الجوار وغيره
وما أحسن أن يراجع الإنسان عليها ما ذكره العلماء في باب الصلح وحكم الجوار.
الأربعون النووية للشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى